مائة سوط إذا برئ من مرضه وكان سبب ذلك ما ذكرته له من لقاء الشيطان وقوله لها إن سجد لي زوجك أذهبت ما به من المرض فأمره أن يأخذ ضغثا فيه مائة قضيب فيضربها به ضربة واحدة فيبر في يمينه وقد ورد مثل هذا عن نبينا صلى الله عليه وسلم في حد رجل زنى وكان مريضا فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعذق نخلة فيه شماريخ مائة فضرب به ضربة واحدة ذكر ذلك أبو داود والنسائي وأخذ به بعض العلماء ولم يأخذ به مالك ولا أصحابه * (أولي الأيدي والأبصار) * الأيدي جمع يد وذلك عبارة عن قوتهم في الأعمال الصالحات وإنما عبر عن ذلك بالأيدي لأن الأعمال أكثر ما تعمل بالأيدي وأما الأبصار فعبارة عن قوة فهمهم وكثرة علمهم من قولك أبصر الرجل إذا تبينت له الأمور وقيل الأيدي جمع يد بمعنى النعمة ومعناه أولوا النعم التي أسداها الله إليهم من النبوة والفضيلة وهذا ضعيف لأن اليد بمعنى النعمة أكثر ما يجمع على أيادي وقرأ ابن مسعود أولوا الأيد بغير ياء فيحتمل أن تكون الأيدي محذوفة الياء أو يكون الأيد بمعنى القوة كقوله داود ذا الأيد * (إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار) * معنى أخلصناهم جعلناهم خالصين لنا أو أخلصناهم دون غيرهم وخالصة صفة حذف موصوفها تقديره بخصلة خالصة وأما الباء في قوله بخالصة فإن كان أخلصناهم بمعنى جعلناهم خالصين فالباء سببية للتعليل وإن كان أخلصناهم بمعنى خصصناهم فالباء لتعدية الفعل وقرأ نافع بإضافة خالصة إلى ذكرى من غير تنوين وقرأ غيره بالتنوين على أن تكون ذكر بدلا من خالصة على وجه البيان والتفسير لها والدار يحتمل أن يريد به الآخرة أو الدنيا فإن أراد به الآخرة ففي المعنى ثلاثة أقوال أحدها أن ذكرى الدار يعني به ذكرهم للآخرة وجهنم فيها والآخر أن معناه تذكيرهم للناس بالآخرة وترغيبهم للناس فيها عند الله والثالث أن معناه ثواب الآخرة أي أخلصناهم بأفضل ما في الآخرة والأول أظهر وإن أراد بالدار الدنيا فالمعنى حسن الثناء والذكر الجميل في الدنيا كقوله لسان صدق * (الأخيار) * جمع خير بتشديد الياء أو خير المخفف من خير كميت مخفف من ميت * (وذا الكفل) * ذكر في النبياء * (هذا ذكر) * الإشارة إلى ما تقدم في هذه السورة من ذكر الأنبياء وقيل الإشارة إلى القرآن بجملته والأول أظهر وكأن قوله هذا ذكر ختام للكلام المتقدم ثم شرع بعده في كلام آخر كما يتم المؤلف بابا ثم يقول فهذا باب ثم يشرع في آخر * (قاصرات الطرف) * ذكر في الصافات * (أتراب) * يعني أسنانهن سواء يقال فلان ترب فلان إذا كان مثله في السن وقيل إن أسنانهن وأسنان أزواجهن سواء * (ما له من نفاد) * أي ماله من فناء ولا انقضاء * (هذا وإن للطاغين لشر مآب) * تقديره الأمر هذا لما تم ذكر أهل الجنة ختمه بقوله هذا ثم ابتدأ وصف
(١٨٧)