التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ١٧٥
لئلا ترحمني وأنه أمر الشفرة على حلقه فلم تقطع فحينئذ جاءه الكبش من عند الله وقد أكثر الناس في قصص هذه الآية وتركناه لعدم صحتة " كذلك نجزي المحسنين " إن قيل لم قال هنا في قصة إبراهيم كذلك دون قوله إنا وقال في غيرها إنا فالجواب أنه قد تقدم في قصة إبراهيم نفسها إنا كذلك فأغنى عن تكرار إنا * (ولقد مننا على موسى وهارون) * يعني بالنبوة وغير ذلك * (من الكرب العظيم) * يعني الغرق أو تعذيب فرعون وإذلاله لهم * (ونصرناهم) * الضمير يعود على موسى وهارون وقومهما وقيل على موسى وهارون خاصة وعاملهما معاملة الجماعة للتعظيم وهذا ضعيف * (وآتيناهما الكتاب المستبين) * يعني التوراة ومعنى المستبين البين وفي هذه الآية وما بعدها نوع من أدوات البيان وهو الترصيع * (وإن إلياس لمن المرسلين) * إلياس من ذرية هارون وقيل إنه إدريس وقد أخطأ من قال إنه إلياس المذكور في أجداد النبي صلى الله عليه وسلم * (أتدعون بعلا) * البعل في اللغة الرب بلغة أهل اليمن وقيل بعل اسم صنم يقال له بعلبك * (سلام على إل ياسين) * آل هنا على هذه القراءة بمعنى أهل ياسين اسم لإلياس وقيل لأبيه وقيل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقرئ إلياسين بكسر الهمزة ووصل اللام ساكنة على هذا جمع إلياس أو منسوب لإلياس حذفت منه الياء كما حذفت من أعجمين وقيل سمي كل واحد من آل ياسين إلياس ثم جمعهم وقيل هو لغة في إلياس " عجوز في الغابرين " قد ذكر * (وإن يونس لمن المرسلين) * قد ذكرنا قصته في يونس والأنبياء * (إذ أبق إلى الفلك المشحون) * أي هرب إلى السفينة والفلك هنا واحد والمشحون المملوء وسبب هروبه غضبه على قومه حين لم يؤمنوا وقيل إنه أخبرهم أن العذاب يأتيهم في يوم معين حسبما أعلمه الله فلما رأوا قومه مخايل العذاب آمنوا فرفع الله عنهم العذاب فخاف أن ينسبوه إلى الكذب فهرب * (فساهم فكان من المدحضين) * معنى ساهم ضارب القرعة والمدحض المغلوب في القرعة والمحاجة وسبب مقارعته أنه لما ركب السفينة وقفت ولم تجر فقالوا إنما وقفت من حدث أحدثه أحدنا فنقترع لنرى على من تخرج
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»