التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١٢٥
الله ونعم الوكيل) كلمة يدفع بها ما يخاف ويكره وهي التي قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار ومعنى حسبنا الله كافينا وحده فلا نخاف غيره ومعنى ونعم الوكيل ثناء على الله وأنه خير من يتوكل العبد عليه ويلجأ إليه * (فانقلبوا) * أي رجعوا بنعمة السلامة وفضل الأجر " واتبعوا رضوان الله بخروجهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم " ذلكم الشيطان " المراد به هنا أبو سفيان أو نعيم الذي أرسله أبو سفيان أو إبليس وذلكم مبتدأ والشيطان خبره وما بعده مستأنف أو الشيطان نعت وما بعده خبر " يخوف أولياءه " أي يخوفكم أيها المؤمنون أولياءه وهم الكفار فالمفعول الأول محذوف ويدل عليه قوله فلا تخافونهم وقرأ ابن مسعود وابن عباس يخوفكم أولياءه وقيل المعنى يخوف المنافقين وهم أولياؤه من كفار قريش فالمفعول الثاني على هذا محذوف " ولا يحزنك " تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وقرئ بفتح الياء وضم الزاي حيث وقع مضارعا من حزن الثاني وهو أشهر في اللغة من أحزن " الذين يسارعون في الكفر " أي يبادرون إلى أقواله وأفعاله وهم المنافقون والكفار " إن الذين اشتروا " الآية هم المذكورون قبل أو على العموم في جميع الكفار " إنما نملي لهم خير " أي نمهلهم أن مفعول يحسبن وما اسم أن فحقها أن تكتب منفصلة وخير خبر إنما نملي لهم ما هنا كافة والمعنى رد عليهم أي أن الإملاء لهم ليس خيرا لهم إنما هو استدراج ليكتسبوا الإثم " ما كان الله ليذر المؤمنين " الآية خطاب للمؤمنين والمعنى ما كان الله ليدع المؤمنين مختلطين بالمنافقين ولكنه ميز هؤلاء من هؤلاء بما ظهر في غزوة أحد من الأقوال والأفعال التي تدل على الإيمان أو على النفاق " وما كان الله ليطلعكم على الغيب " أي ما كان الله ليطلعكم على ما في القلوب من الإيمان والنفاق أو ما كان الله ليطلعكم على أنكم تغلبون أو تغلبون " ولكن الله يجتبي " أي يختار من رسله من يشاء فيطلعهم على ما شاء من غيبة " الذين يبخلون " يمنعون الزكاة وغيرها " هو خيرا " هو فضل وخيرا مفعول ثان والأول محذوف تقديره لا يحسبن البخل خيرا لهم " سيطوقون " أي يلزمون إثم ما بخلوا به وقيل يجعل ما بخلوا به حية يطوقها في عنقه يوم القيامة " لقد سمع الله " الآية لما نزلت من ذا الذي يقرض الله قال بعض اليهود وهو
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»