تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٤٩٩
* (إن علينا للهدى) * للإرشاد إلى الحق بموجب قضائنا أو بمقتضى حكمتنا أو * (إن علينا) * طريقة الهدى كقوله سبحانه وتعالى * (وعلى الله قصد السبيل) * * (وإن لنا للآخرة والأولى) * فنعطي في الدارين ما نشاء لمن نشاء أو ثواب الهداية للمهتدين أو فلا يضرنا ترككم الاهتداء * (فأنذرتكم نارا تلظى) * تتلهب * (لا يصلاها) * لا يلزمها مقياسا شدتها * (إلا الأشقى) * إلا الكافر فإن الفاسق وإن دخلها لا يلزمها ولذلك سماه أشقى ووصفه بقوله * (الذي كذب وتولى) * أي كذب الحق وأعرض عن الطاعة * (وسيجنبها الأتقى الذي) * اتقى الشرك والمعاصي فإنه لا يدخلها فضلا عن أن يدخلها ويصلاها ومفهوم ذلك أن من اتقى الشرك دون المعصية لا يجنبها ولا يلزم ذلك صليها فلا يخالف الحصر السابق * (يؤتي ماله) * يصرفه في مصارف الخير لقوله * (يتزكى) * فإنه بدل من * (يؤتي) * أو حال من فاعله * (وما لأحد عنده من نعمة تجزى) * فيقصد بإيتائه مجازاتها * (إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى) * استثناء منقطع أو متصل عن محذوف مثل لا يؤتى إلا ابتغاء وجه ربه لا لمكافأة نعمة * (ولسوف يرضى) * وعد بالثواب الذي يرضيه والآيات نزلت في أبي بكر رضي الله تعالى عنه حين اشترى بلالا في جماعة تولاهم المشركون فأعتقهم ولذلك قيل المراد بالأشقى أبو جهل أو أمية بن خلف
(٤٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 ... » »»