تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٤٠٠
أي على الطريقة المثلى * (لأسقيناهم ماء غدقا) * لوسعنا عليهم الرزق وتخصيص الماء الغدق وهو الكثير بالذكر لأنه أصل المعاش والسعة ولعزة وجوده بين العرب * (لنفتنهم فيه) * لنختبرهم كيف يشكرونه وقيل معناه أن لو استقام الجن على طريقتهم القديمة ولم يسلموا باستماع القرآن لوسعنا عليهم الرزق مستدرجين لهم لنوقعهم في الفتنة ونعذبهم في كفرانهم * (ومن يعرض عن ذكر ربه) * عن عبادته أو موعظته أو وحيه * (يسلكه) * يدخله وقرأ غير الكوفيين بالنون * (عذابا صعدا) * شاقا يعلو المعذب ويغلبه مصدر وصف به * (وأن المساجد لله) * مختصة به * (فلا تدعوا مع الله أحدا) * فلا تعبدوا فيها غيره ومن جعل * (إن) * مقدرة باللام علة للنهي ألغى فائدة الفاء وقيل المراد ب * (المساجد) * الأرض كلها لأنها جعلت للنبي صلى الله عليه وسلم مسجدا وقيل المسجد الحرام لأنه قيل المساجد ومواضع السجود على أن المراد النهي عن السجود لغير الله وأرابه السبعة أو السجدات على أنه جمع مسجد * (وأنه لما قام عبد الله) * أي النبي صلى الله عليه وسلم وإنما ذكر بلفظ العبد للتواضع فإنه واقع موقع كلامه عن نفسه والاشعار بما هو المقتضى لقيامه * (يدعوه) * يعبده * (كادوا) * كاد الجن * (يكونون عليه لبدا) * متراكمين من ازدحامهم عليه تعجبا مما رأوا من عبادته وسمعوا من قراءته أو كاد الإنس والجن يكونون عليه مجتمعين لإبطال أمره وهو جمع لبدة وهي ما تلبد بعضه على بعض كلبدة الأسد وعن ابن عامر لبدا بضم
(٤٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 ... » »»