تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٣٨١
ثمانية أملاك لما روي مرفوعا أنهم اليوم أربعة فإذا كان يوم القيامة أمدهم الله بأربعة آخرين وقيل ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله ولعله أيضا تمثيل لعظمته بما يشاهد من أحوال السلاطين يوم خروجهم على الناس للقضاء العام وعلى هذا قال * (يومئذ تعرضون) * تشبيها للمحاسبة بعرض السلطان لتعرف أحوالهم وهذا وإن كان بعد النفخة الثانية لكن لما كان اليوم اسما لزمان متسع تقع فيه النفختان والصعقة والنشور والحساب وإدخال أهل الجنة الجنة وأهل النار النار صح ظرفا للكل * (لا تخفى منكم خافية) * سريرة على الله تعالى حتى يكون العرض للاطلاع عليها وإنما المراد منه إفشاء الحال والمبالغة في العدل أو على الناس كما قال الله تعالى * (يوم تبلى السرائر) * وقرأ حمزة والكسائي بالياء للفصل * (فأما من أوتي كتابه بيمينه) * تفصيل للعرض * (فيقول) * تبجحا * (هاؤم اقرؤوا كتابيه) * هاء اسم لخذ وفيه لغات أجودها هاء يا رجل وهاء يا امرأة وهاؤما يا رجلان أو امرأتان وهاؤم يا رجال وهاؤن يا نسوة ومفعوله محذوف و * (كتابيه) * مفعول * (اقرؤوا) * لأنه أقرب العاملين ولأنه لو كان مفعول * (هاؤم) * لقيل اقرؤوه إذ الأولى اضماره حيث أمكن والهاء فيه وفي * (حسابيه) * و * (ماليه) * و * (سلطانيه) * للسكت تثبت في الوقف وتسقط في الوصل واستحب الوقف لثباتها في الإمام ولذلك قرئ بإثباتها في الوصل * (إني ظننت أني ملاق حسابيه) * أي علمت ولعله عبر عنه بالظن إشعارا بأنه لا يقدح في الاعتقاد ما يهجس في النفس من الخطرات التي لا تنفك عنها العلوم النظرية غالبا
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»