تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٣٦٦
المشرك والموحد بالسالكين والدينين بالمسلكين ولعل الاكتفاء بما في الكب من الدلالة على حال المسلك للإشعار بأن ما عليه المشرك لا يستأهل أن يسمى طريقا كمشي المتعسف في مكان متعاد غير مستو وقيل المراد بالمكب الأعمى فإنه يتعسف فينكب وبالسوي البصير وقيل من * (يمشي مكبا) * هو الذي يحشر على وجهه إلى النار ومن * (يمشي سويا) * الذي يحشر على قدميه إلى الجنة * (قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع) * لتسمعوا المواعظ * (والأبصار) * لتنظروا صنائعه * (والأفئدة) * لتتفكروا وتعتبروا * (قليلا ما تشكرون) * باستعمالها فيما خلقت لأجلها * (قل هو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون) * للجزاء * (ويقولون متى هذا الوعد) * أي الحشر أو ما وعدوا به من الخسف والحاصب * (إن كنتم صادقين) * يعنون النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين * (قل إنما العلم) * أي علم وقته * (عند الله) * لا يطلع عليه غيره * (وإنما أنا نذير مبين) * والإنذار يكفي فيه العلم بل الظن بوقوع المحذر منه * (فلما رأوه) * أي الوعد فإنه بمعنى الموعود * (زلفة) * ذا زلفة أي قرب منهم * (سيئت وجوه الذين كفروا) * بأن علتها الكآبة وساءتها رؤية العذاب * (وقيل هذا الذي كنتم به تدعون) * تطلبون وتستعجلون تفتعلون من الدعاء أو * (تدعون) * أن لا بعث فهو من الدعوى * (قل أرأيتم إن أهلكني الله) * أماتني * (ومن معي) * من المؤمنين * (أو رحمنا) * بتأخير آجالنا * (فمن يجير الكافرين من عذاب أليم) * أي لا ينجيهم أحد من العذاب متنا أو بقينا وهو جواب لقولهم * (نتربص به ريب المنون) * * (قل هو الرحمن) * الذي أدعوكم إليه مولى النعم كلها * (آمنا به) * للعلم بذلك * (وعليه توكلنا) * للوثوق عليه والعلم بأن غيره بالذات لا يضر ولا ينفع وتقديم الصلة للتخصيص والإشعار به * (فستعلمون من هو في ضلال مبين) * منا ومنكم وقرأ الكسائي بالياء
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»