تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٣٦٣
تكذيب الواحد مقام تكذيب الكل أو على المعنى قالت الأفواج قد جاء إلى كل فوج منا رسول من الله فكذبناهم وضللناهم ويجوز أن يكون الخطاب من كلام الزبانية للكفار على إرادة القول فيكون الضلال ما كانوا عليه في الدنيا أو عقابه الذي يكونون فيه * (وقالوا لو كنا نسمع) * كلام الرسل فنقبله جملة من غير بحث وتفتيش اعتمادا على ما لاح من صدقهم بالمعجزات * (أو نعقل) * فنتفكر في حكمه ومعانيه تفكر المستبصرين * (ما كنا في أصحاب السعير) * في عدادهم ومن جملتهم * (فاعترفوا بذنبهم) * حين لا ينفعهم والاعتراف إقرار عن معرفة والذنب لم يجمع لأنه في الأصل مصدر أو المراد به الكفر * (فسحقا لأصحاب السعير) * فأسحقهم الله سحقا أبعدهم من رحمته والتغليب للإيجاز والمبالغة والتعليل وقرأ الكسائي بالتثقيل * (إن الذين يخشون ربهم بالغيب) * يخافون عذابه غائبا عنهم لم يعاينوه بعد أو غائبين عنه أو عن أعين الناس أو بالمخفي منهم وهو قلوبهم * (لهم مغفرة) * لذنوبهم * (وأجر كبير) * تصغر دونه لذائذ الدنيا * (وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور) * بالضمائر قبل أن يعبر عنها سرا أو جهرا * (ألا يعلم من خلق) * ألا يعلم السر والجهر من أوجد الأشياء حسبما قدرته حكمته * (وهو اللطيف الخبير) * المتوصل علمه إلى ما ظهر من خلقه وما بطن أو إلا يعلم الله من خلقه وهو بهذه المثابة والتقييد بهذه الحال يستدعي أن يكون ل * (يعلم) * مفعول ليفيد
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»