فإنهن إذا بسطنها صففن قوادمها * (ويقبضن) * ويضممنها إذا ضربن بها جنوبهن وقتا بعد وقت للاستظهار به على التحريك ولذلك عدل به إلى صيغة الفعل للتفرقة بين الأصل في الطيران والطارئ عليه * (ما يمسكهن) * في الجو على خلاف الطبع * (إلا الرحمن) * الشامل رحمته كل شيء بأن خلقهن على أشكال وخصائص هيأتهن للجري في الهواء * (إنه بكل شيء بصير) * يعلم كيف يخلق الغرائب ويدبر العجائب * (أم من هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن) * عديل لقوله * (أو لم يروا) * على معنى أو لم تنظروا في أمثال هذه الصنائع فلم تعلموا قدرتنا على تعذيبهم بنحو خسف وإرسال حاصب أم لكم جند ينصركم من دون الله إن أرسل عليكم عذابه فهو كقوله * (أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا) * إلا أنه أخرج مخرج الاستفهام عن تعيين من ينصرهم إشعارا بأنهم اعتقدوا هذا القسم و * (من) * مبتدأ و * (هذا) * خبره و * (الذي) * بصلته صفته و * (ينصركم) * وصف ل * (جند) * محمول على لفظه * (إن الكافرون إلا في غرور) * لا معتمد لهم * (أم من هذا الذي يرزقكم) * أم من يشار إليه ويقال * (هذا الذي يرزقكم) * * (إن أمسك رزقه) * بإمساك المطر وسائر الأسباب المخلصة والموصلة له إليكم * (بل لجوا) * تمادوا * (في عتو) * عناد * (ونفور) * شراد عن الحق لتنفر طباعهم عنه * (أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى) * يقال كببته فأكب وهو من الغرائب كقشع الله السحاب فأقشع والتحقيق أنهما من باب أنفض بمعنى صار ذا كب وذا قشع وليس مطاوعي كب وقشع بل المطاوع لهما انكب وانقشع ومعنى * (مكبا) * أنه يعثر كل ساعة ويخر على وجهه لو عورة طريقه واختلاف أجزائه ولذلك قابله بقوله * (أم من يمشي سويا) * قائما سالما من العثار * (على صراط مستقيم) * مستوي الأجزاء والجهة والمراد تمثيل
(٣٦٥)