تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٣٦٢
* (ولقد زينا السماء الدنيا) * أقرب السماوات إلى الأرض * (بمصابيح) * بالكواكب المضيئة بالليل إضاءة السرج فيها والتنكير للتعظيم ولا يمنع ذلك كون بعض الكواكب مركوزة في سماوات فوقها إذ التزيين بإظهارها فيها * (وجعلناها رجوما للشياطين) * وجعلنا لها فائدة أخرى وهي رجم أعدائكم والرجوم جمع رجم بالفتح وهو مصدر سمي به ما يرجم به بانقضاض الشهب المسببة عنها وقيل معناه وجعلناها رجوما وظنونا لشياطين الإنس وهم المنجمون * (وأعتدنا لهم عذاب السعير) * في الآخرة بعد الإحراق بالشهب في الدنيا * (وللذين كفروا بربهم) * من الشياطين وغيرهم * (عذاب جهنم وبئس المصير) * وقرئ بالنصب على أن * (للذين) * عطف على * (لهم) * و * (عذاب) * على * (عذاب السعير) * * (إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا) * صوتا كصوت الحمير * (وهي تفور) * تغلي بهم غليان المرجل بما فيه * (تكاد تميز من الغيظ) * تتفرق غيظا عليهم وهو تمثيل لشدة اشتعالها بهم ويجوز أن يراد غيظ الزبانية * (كلما ألقي فيها فوج) * جماعة من الكفرة * (سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير) * يخوفكم هذا العذاب وهو توبيخ وتبكيت * (قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير) * أي فكذبنا الرسل وأفرطنا في التكذيب حتى نفينا الإنزال والإرسال رأسا وبلغنا في نسبتهم إلى الضلال فالنذير إما بمعنى الجمع لأنه فعيل أو مصدر مقدر بمضاف أي أهل إنذار أو منعوت به للمبالغة أو الواحد والخطاب له ولأمثاله على التغليب أو إقامة
(٣٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 ... » »»