تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٣٦٤
روي أن المشركين كانوا يتكلمون فيما بينهم بأشياء فيخبر الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم فيقولون أسروا قولكم لئلا يسمع إله محمد فنبه الله على جهلهم * (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا) * لينة يسهل لكم السلوك فيها * (فامشوا في مناكبها) * في جوانبها أو جبالها وهو مثل لفرط التذليل فإن منكب البعير ينبو عن أن يطأه الراكب ولا يتذلل له فإذا جعل الأرض في الذل بحيث يمشي في مناكبها لم يبق شيء لم يتذلل * (وكلوا من رزقه) * والتمسوا من نعم الله * (وإليه النشور) * المرجع فيسألكم عن شكر ما أنعم عليكم * (أأمنتم من في السماء) * يعني الملائكة الموكلين على تدبير هذا العالم أو الله تعالى على تأويل * (من في السماء) * أمره أو قضاؤه أو على زعم العرب فإنهم زعموا أنه تعالى في السماء وعن ابن كثير وامنتم بقلب الهمزة الأولى واوا لانضمام ما قبلها وآمنتم بقلب الثانية ألفا وهو قراءة نافع وأبي عمرو ورويس * (أن يخسف بكم الأرض) * فيغيبكم فيها كما فعل بقارون وهو بدل الاشتمال * (فإذا هي تمور) * تضطرب والمور التردد في المجيء والذهاب * (أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا) * أن يمطر عليكم حصباء * (فستعلمون كيف نذير) * كيف إنذاري إذا شاهدتم المنذر به ولكن لا ينفعكم العلم حينئذ * (ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير) * إنكاري عليهم بإنزال العذاب وهو تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم وتهديد لقومه المشركين * (أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات) * باسطات أجنحتهن في الجو عند طيرانها
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»