تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٣٢٩
يغلب على ظنكم موافقة قلوبهم لسانهم في الإيمان * (الله أعلم بإيمانهن) * فإنه المطلع على ما في قلوبهم * (فإن علمتموهن مؤمنات) * العلم الذي يمكنكم تحصيله وهو الظن الغالب بالحلف وظهور الإمارات وإنما سماه علما إيذانا بأنه كالعلم في وجوب العمل به * (فلا ترجعوهن إلى الكفار) * أي إلى أزواجهن الكفرة لقوله * (لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن) * والتكرير للمطابقة والمبالغة أو الأولى لحصول الفرقة والثانية للمنع عن الاستئناف * (وآتوهم ما أنفقوا) * ما دفعوا إليهن من المهور وذلك لأن صلح الحديبية جرى على أن من جاءنا منكم رددناه فلما تعذر عليه ردهن لورود النهي عنه لزمه رد مهورهن إذ روي أنه عليه الصلاة والسلام كان بعد صلح الحديبية إذ جاءته سبيعة بنت الحارث الأسلمية مسلمة فأقبل زوجها مسافر المخزومي طالبا لها فنزلت فاستحلفها رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلفت فأعطى زوجها ما أنفق وتزوجها عمر رضي الله تعالى عنه * (ولا جناح عليكم أن تنكحوهن) * فإن الإسلام حال بينهن وبين أزواجهن الكفار * (إذا آتيتموهن أجورهن) * شرط إيتاء المهر في نكاحهن إيذانا بأن ما أعطى أزواجهن لا يقوم مقام المهر * (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) * بما يعتصم به الكافرات من عقد وسبب جمع عصمة
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»