تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٣٢٣
و خالدان على أن خبر إن و * (في النار) * لغو * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد) * ليوم القيامة سماه به لدنوه أو لأن الدنيا كيوم والآخرة كغده وتنكيره للتعظيم وأما تنكير النفس فلاستقلال الأنفس النواظر فيما قدمن للآخرة كأنه قال فلتنظر نفس واحدة في ذلك * (واتقوا الله) * تكرير للتأكيد أو الأول في أداء الواجبات لأنه مقرون بالعمل والثاني في ترك المحارم لاقترانه بقوله * (إن الله خبير بما تعملون) * وهو كالوعيد على المعاصي * (ولا تكونوا كالذين نسوا الله) * نسوا حقه * (فأنساهم أنفسهم) * فجعلهم ناسين لها حتى لم يسمعوا ما ينفعها ولم يفعلوا ما يخلصها أو أراهم يوم القيامة من الهول ما أنساهم أنفسهم * (أولئك هم الفاسقون) * الكاملون في الفسوق * (لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة) * الذين استكملوا نفوسهم فاستأهلوا الجنة والذين استمهنوها فاستحقوا النار واحتج به أصحابنا على أن المسلم لا يقتل بالكافر * (أصحاب الجنة هم الفائزون) * بالنعيم المقيم * (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله) * تمثيل وتخييل كما مر في قوله * (إنا عرضنا الأمانة) * ولذلك عقبه بقوله * (وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون) * فإن الإشارة إليه وإلى أمثاله والمراد توبيخ الإنسان على عدم تخشعه عند تلاوة القرآن لقساوة قلبه وقلة تدبره والتصدع التشقق وقرئ مصدعا على الإدغام
(٣٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»