تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٣١٧
أول حشر الناس إلى الشام وآخر حشرهم أنهم يحشرون إليه عند قيام الساعة فيدركهم هناك أو أن نارا تخرج من المشرق فتحشرهم إلى المغرب والحشر إخراج جمع من مكان إلى آخر * (ما ظننتم أن يخرجوا) * لشدة بأسهم ومنعتهم * (وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله) * أي أن حصونهم تمنعهم من بأس الله وتغيير النظم وتقديم الخبر وإسناد الجملة إلى ضميرهم للدلالة على فرط وثوقهم بحصانتها واعتقادهم في أنفسهم أنهم في عزة ومنعة بسببها ويجوز أن تكون * (حصونهم) * فاعلا ل * (مانعتهم) * * (فآتاهم الله) * أي عذابه وهو الرعب والاضطرار إلى الجلاء وقيل الضمير ل * (المؤمنين) * أي فأتاهم نصر الله وقرئ * (فآتاهم الله) * أي العذاب أو النصر * (من حيث لم يحتسبوا) * لقوة وثوقهم * (وقذف في قلوبهم الرعب) * وأثبت فيها الخوف الذي يرعبها أ يملؤها * (يخربون بيوتهم بأيديهم) * ضنا بها على المسلمين وإخراجا لما استحسنوا من آلاتها * (وأيدي المؤمنين) * فإنهم أيضا كانوا يخربون ظواهرها نكاية وتوسيعا لمجال القتال وعطفها على أيديهم من حيث أن تخريب المؤمنين مسبب عن نقضهم فكأنهم استعملوهم فيه والجملة حال أو تفسير ل * (الرعب) * وقرأ أبو عمرو يخربون بالتشديد وهو أبلغ لما فيه من التكثير وقيل الإخراب التعطيل أو ترك الشيء خرابا والتخريب الهدم * (فاعتبروا يا أولي الأبصار) * فاتعظوا بحالهم فلا تغدروا ولا تعتمدوا على غير الله واستدل به على أن القياس حجة من حيث أنه أمر بالمجاوزة من حال إلى حال وحملها عليها في حكم لما بينهما من المشاركة المقتضية له على ما قررناه في الكتب الأصولية * (ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء) * الخروج من أوطانهم * (لعذبهم في الدنيا) *
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»