وقرئ رآفة على فعالة * (ورحمة ورهبانية ابتدعوها) * أي وابتدعوا رهبانية ابتدعوها أو رهبانية مبتدعة على أنها من المجعولات وهي المبالغة في العبادة والرياضة والانقطاع عن الناس منسوبة إلى الرهبان وهو المبالغ في الخوف من رهب كالخشيان من خشي وقرئت بالضم كأنها منسوبة إلى الرهبان وهو جمع راهب كراكب وركبان * (ما كتبناها عليهم) * ما فرضناها عليهم * (إلا ابتغاء رضوان الله) * استثناء منقطع أي ولكنهم ابتدعوها * (ابتغاء رضوان الله) * وقيل متصل فإن * (ما كتبناها عليهم) * بمعنى ما تعبدناهم بها وهو كما ينفي الإيجاب المقصود منه دفع العقاب ينفي الندب المقصود منه مجرد حصول مرضاة الله وهو يخالف قوله * (ابتدعوها) * إلا أن يقال * (ابتدعوها) * ثم ندبوا إليها أو * (ابتدعوها) * بمعنى استحدثوها وأتوا بها أو لأنهم اخترعوها من تلقاء أنفسهم * (فما رعوها) * أي فما رعوها جميعا * (حق رعايتها) * بضم التثليث والقول بالاتحاد وقصد السمعة والكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ونحوها إليها * (فآتينا الذين آمنوا) * أتوا بالإيمان الصحيح ومن ذلك الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وحافظوا حقوقها * (منهم) * من المتسمين باتباعه * (أجرهم وكثير منهم فاسقون) * خارجون عن حال الاتباع * (يا أيها الذين آمنوا) * بالرسل المتقدمة * (اتقوا الله) * فيما نهاكم عنه * (وآمنوا برسوله) * محمد صلى الله عليه وسلم * (يؤتكم كفلين) * نصيبين * (من رحمته) * لإيمانكم بمحمد صلى الله عليه وسلم إيمانكم بمن قبله ولا يبعد أن يثابوا على دينهم السابق وإن كان منسوخا ببركة الإسلام وقيل الخطاب للنصارى الذين كانوا في عصره صلى الله عليه وسلم * (ويجعل لكم نورا تمشون به) * يريد المذكور في قوله * (يسعى نورهم) * أو الهدى الذي يسلك به إلى جناب القدس * (ويغفر لكم والله غفور رحيم) *
(٣٠٥)