عذاب الله تعالى فضمن أن يتحمل عنه العقاب إن أعطاه بعض ماله فارتد وأعطى بعض المشروط ثم بخل بالباقي * (أعنده علم الغيب فهو يرى) * يعلم أن صاحبه يتحمل عنه * (أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى) * وفى وأتم ما التزمه وأمر به أو بالغ في الوفاء بما عاهد الله وتخصيصه بذلك لاحتماله ما لم يحتمله غيره كالصبر على نار نمروذ حتى أتاه جبريل عليه السلام حين ألقي في النار فقال ألك حاجة فقال أما إليك فلا وذبح الولد وأنه كان يمشي كل يوم فرسخا يرتاد ضيفا فإن وافقه أكرمه وإلا نوى الصوم وتقديم موسى عليه الصلاة والسلام لأن صحفه وهي التوراة كانت أشهر وأكبر عندهم * (ألا تزر وازرة وزر أخرى) * أن هي المخففة من الثقيلة وهي بما بعدها في محل الجر بدلا مما * (في صحف موسى) * أو الرفع على هو أن * (ولا تزر) * كأنه قيل ما في صحفهما فأجاب به والمعنى أنه لا يؤاخذ أحد بذنب غيره ولا يخالف ذلك قوله * (كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) * وقوله صلى الله عليه وسلم من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة فإن ذلك للدلالة والتسبب الذي هو وزره * (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) * إلا سعيه أي كما لا يؤاخذ أحد بذنب الغير لا يثاب بفعله وما جاء في الأخبار من أن الصدقة والحج ينفعان الميت فلكون الناوي له كالنائب عنه * (وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى) * أي يجزى العبد سعيه بالجزاء
(٢٥٩)