تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٨٥
* (لقد أنزلنا إليكم) * يا قريش * (كتابا) * يعني القرآن * (فيه ذكركم) * صيتكم كقوله * (وإنه لذكر لك ولقومك) * أو موعظتكم أو ما تطلبون به حسن الذكر من مكارم الأخلاق * (أفلا تعقلون) * فتؤمنون * (وكم قصمنا من قرية) * وإرادة عن غضب عظيم لأن القصم كسر يبين تلاؤم الأجزاء بخلاف الفصم * (كانت ظالمة) * صفة لأهلها وصفت بها لما أقيمت مقامه * (وأنشأنا بعدها) * بعد إهلاك أهلها * (قوما آخرين) * مكانهم * (فلما أحسوا بأسنا) * فلما أدركوا شدة عذابنا وإدراك المشاهد المحسوس والضمير للأهل المحذوف * (إذا هم منها يركضون) * يهربون مسرعين راكضين دوابهم أو مشبهين بهم من فرط إسراعهم * (لا تركضوا) * على إرادة القول أي قيل لهم استهزاء لا تركضوا إما بلسان الحال أو المقال والقائل ملك أو من ثم من المؤمنين * (وارجعوا إلى ما أترفتم فيه) * من التنعم والتلذذ والإتراف إبطار النعمة * (ومساكنكم) * التي كانت لكم * (لعلكم تسألون) * غدا عن أعمالكم أو تعذبون فإن السؤال من مقدمات العذاب أو تقصدون للسؤال والتشاور في المهام والنوازل * (قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين) * لما رأوا العذاب ولم يروا وجه النجاة فلذلك لم ينفعهم وقيل إن أهل حضور من قرى اليمن بعث إليهم نبي فقتلوه فسلط الله عليهم بختنصر فوضع السيف فيهم فنادى مناد من السماء يا لثارات الأنبياء فندموا وقالوا ذلك * (فما زالت تلك دعواهم) * فما زالوا يرددون ذلك وإنما سماه دعوى لأن المولول
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»