بالعجل * (وإن ربكم الرحمن) * لا غير * (فاتبعوني وأطيعوا أمري) * في الثبات على الدين * (قالوا لن نبرح عليه) * على العجل وعبادته * (عاكفين) * مقيمين * (حتى يرجع إلينا موسى) * وهذا الجواب يؤيد الوجه الأول * (قال يا هارون) * أي قال له موسى حين رجع * (ما منعك إذ رأيتهم ضلوا) * بعبادة العجل * (ألا تتبعن) * أن تتبعني في الغضب لله والمقاتلة مع من كفر به أو أن تأتي عقبي وتلحقني ولا مزيدة كما في قوله * (ما منعك ألا تسجد) * * (أفعصيت أمري) * بالصلابة في الدين والمحاماة عليه * (قال يا ابن أم) * خص الأم استعطافا وترقيقا وقيل لأنه كان أخاه من الأم والجمهور على أنهما كانا من أب وأم * (لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي) * أي بشعر رأسي قبض عليهما يجره إليه من شدة غيظه وفرط غضبه لله وكان عليه الصلاة والسلام حديدا خشنا متصلبا في كل شيء فلم يتمالك حين رآهم يعبدون العجل * (إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل) * لو قاتلت أو فارقت بعضهم بعض * (ولم ترقب قولي) * حين قلت * (اخلفني في قومي وأصلح) * فإن الإصلاح كان في حفظ الدهماء والمداراة لهم أن ترجع إليهم فتتدارك الأمر برأيك * (قال فما خطبك يا سامري) * أي ثم أقبل عليه وقال له منكرا ما خطبك أي ما طلبك له وما الذي حملك عليه وهو مصدر خطب الشيء إذا طلبه * (قال بصرت بما لم يبصروا به) * وقرأ حمزة والكسائي بالتاء على الخطاب أي علمت بما لم تعلموه وفطنت لما لم تفطنوا له وهو أن الرسول الذي جاءك روحاني لا يمس أثره شيئا إلا أحياه أو رأيت ما لم تروه وهو أن جبريل عليه الصلاة والسلام جاءك على فرس الحياة وقيل إنما عرفه لأن أمه ألقته حين ولدته خوفا من فرعون وكان جبريل يغذوه حتى
(٦٧)