تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٤٩
* (إنك كنت بنا بصيرا) * عالما بأحوالنا وأن التعاون مما يصلحنا وأن هارون نعم المعين لي فيما أمرتني * (قال قد أوتيت سؤلك يا موسى) * أي مسؤولك فعل بمعنى مفعول كالخبز والأكل بمعنى المخبوز والمأكول * (ولقد مننا عليك مرة أخرى) * أي أنعمنا عليك في وقت آخر * (إذ أوحينا إلى أمك) * بإلهام أو في منام أو على لسان نبي في وقتها أو ملك لا على وجه النبوة كما أوحي إلى مريم * (ما يوحى) * ما لا يعلم إلا بالوحي أو مما ينبغي أن يوحى ولا يخل به لعظم شأنه وفرط الاهتمام به * (أن اقذفيه في التابوت) * بأن اقذفيه أو أي اقذفيه لأن الوحي بمعنى القول * (فاقذفيه في اليم) * والقذف يقال للإلقاء وللموضع كقوله تعالى * (وقذف في قلوبهم الرعب) * وكذلك الرمي كقوله (غلام رماه الله بالحسن يافعا) * (فليلقه اليم بالساحل) * لما كان إلقاء البحر إياه إلى الساحل أمرا واجب الحصول لتعلق الإرادة به وجعل البحر كأنه ذو تمييز مطيع أمره بذلك وأخرج الجواب مخرج الأمر والأولى أن تجعل الضمائر كلها لموسى مراعاة للنظم فالمقذوف في البحر والملقى إلى الساحل وإن كان التابوت
(٤٩)
مفاتيح البحث: الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»