تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٥٠
بالذات فموسى بالعرض * (يأخذه عدو لي وعدو له) * جواب * (فليلقه) * وتكرير * (عدو) * للمبالغة أو لأن الأول باعتبار الواقع والثاني باعتبار المتوقع قيل إنها جعلت في التابوت قطنا ووضعته فيه ثم قيرته وألقته في اليم وكان يشرع منه إلى بستان فرعون نهر فدفعه الماء إليه فأداه إلى بركة في البستان وكان فرعون جالسا على رأسها مع امرأته آسية بنت مزاحم فأمر به فأخرج ففتح فإذا هو صبي أصبح الناس وجها فأحبه حبا شديدا كما قال سبحانه وتعالى * (وألقيت عليك محبة مني) * أي محبة كائنة مني قد زرعتها في القلوب بحيث لا يكاد يصبر عنك من رآك فلذلك أحبك فرعون ويجوز أن يتعلق * (مني) * ب * (وألقيت) * أي أحببتك ومن أحبه الله أحبته القلوب وظاهر اللفظ أن اليم ألقاه بساحله وهو شاطئه لآن الماء يسحله فالتقط منه لكن لا يبعد أن يؤول الساحل بجنب فوهة نهره * (ولتصنع على عيني) * لتربى ويحسن إليك وأنا راعيك وراقبك والعطف على علة مضمرة مثل ليتعطف عليك أو على الجملة السابقة بإضمار فعل معلل مثل فعلت ذلك وقرئ و * (ولتصنع) * بكسر اللام وسكونها والجزم على أنه أمر * (ولتصنع) * بالنصب وفتح التاء أي وليكن عملك على عين مني لئلا تخالف به عن أمري * (إذ تمشي أختك) * ظرف ل * (وألقيت) * أو * (ولتصنع) * أو بدل من * (إذ أوحينا) * على أن المراد بها وقت متسع * (فتقول هل أدلكم على من يكفله) * وذلك لأن كان لا يقبل ثدي المراضع فجاءت أخته مريم متفحصة خبره فصادفتهم يطلبون له مرضعة يقبل ثديها فقالت * (هل أدلكم) * فجاءت بأمه فقبل ثديها * (فرجعناك إلى أمك) * وفاء بقولنا * (إنا رادوه إليك) * * (كي تقر عينها) * بلقائك * (ولا تحزن) * هي بفراقك أو أنت على فراقها وفقد إشفاقها و * (وقتلت نفسا) * نفس القبطي الذي استغاثه عليه الإسرائيلي * (فنجيناك من الغم) * غم قتله خوفا من عقاب الله تعالى واقتصاص فرعون بالمغفرة والأمن منه بالهجرة إلى
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»