تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٤٥
الكافر أن يصد موسى عليه الصلاة والسلام عنها والمراد نهيه أن ينصد عنها كقولهم لا أرينك ها هنا تنبيها على أن فطرته السليمة لو خليت بحالها لاختارها ولم يعرض عنها وأنه ينبغي أن يكون راسخا في دينه فإن صد الكافر إنما يكون بسبب ضعفه فيه * (واتبع هواه) * ميل نفسه إلى اللذات المحسوسة المخدجة فقصر نظره عن غيرها * (فتردى) * فتهلك بالانصداد بصده * (وما تلك) * استفهام يتضمن استيقاظا لما يريه فيها من العجائب * (بيمينك) * حال من معنى الإشارة وقيل صلة * (تلك) * * (يا موسى) * تكرير لزيادة الاستئناس والتنبيه * (قال هي عصاي) * وقرئ عصي على لغة هذيل * (أتوكأ عليها) * أعتمد عليها إذا أعييت أو وقفت على رأس القطيع * (وأهش بها على غنمي) * وأخبط الورق بها على رؤوس غنمي وقرئ (أهش) وكلاهما من هش الخبز يهش إذا انكسر لهشاشته وقرئ بالسين من الهس وهو زجر الغنم أي أنحي عليها زاجرا لها * (ولي فيها مآرب أخرى) * حاجات أخر مثل أن كان إذا سار ألقاها على عاتقه فعلق بها أدواته وعرض الزندين على شعبيتها وألقى عليها الكساء واستظل به وإذا قصر الرشاء وصله بها وإذا تعرضت السباع لغنمه قاتل بها وكأنه صلى الله عليه وسلم فهم أن المقصود من السؤال أن يذكر حقيقتها وما يرى من منافعها حتى إذا رآها بعد ذلك على خلاف تلك الحقيقة ووجد منها خصائص أخرى خارقة للعادة مثل أن تشتعل شعبتاه بالليل كالشمع وتصيران دلوا عند الاستقاء وتطول بطول البئر وتحارب عنه إذا ظهر عدو وينبع الماء بركزها وينضب بنزعها وتورق وتثمر إذا اشتهى ثمرة فركزها على أن ذلك آيات باهرة ومعجزات قاهرة أحدثها الله فيها لأجله وليست من خواصها فذكر حقيقتها ومنافعها مفصلا ومجملا على معنى أنها من جنس العصي تنفع منافع أمثالها ليطابق جوابه الغرض الذي فهمه
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»