تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٤٤٣
بوصفه بالعجز عما عجزوا عنه * (ونسي خلقه) * خلقنا إياه * (قال من يحيي العظام وهي رميم) * منكرا إياه مستبعدا له والرميم ما بلي من العظام ولعله فعيل بمعنى فاعل من رم الشيء صار اسما بالغلبة ولذلك لم يؤنث أو بمعنى مفعول من رممته وفيه دليل على أن العظم ذو حياة فيؤثر فيه الموت كسائر الأعضاء * (قل يحييها الذي أنشأها أول مرة) * فإن قدرته كما كانت لامتناع التغير فيه والمادة على حالها في القابلية اللازمة لذاتها * (وهو بكل خلق عليم) * يعلم تفاصل المخلوقات بعلمه وكيفية خلقها فيعلم أجزاء الاشخاص المتفتتة المتبددة أصولها وفصولها ومواقعها وطريق تمييزها وضم بعضها إلى بعض على النمط السابق وإعادة الاعراض والقوى التي كانت فيها أو احداث مثلها * (الذي جعل لكم من الشجر الأخضر) * كالمرخ والعفار * (نارا) * بأن يسحق المرخ على العقال وهما خضراوان يقطر منهما الماء فتنقدح النار * (فإذا أنتم منه توقدون) * لا تشكون فإنها نار تخرج منه ومن قدر على احداث النار من الشجر الأخضر مع ما فيه من المائية المضادة لها بكيفيتها كان أقدر على إعادة الغضاضة فيما كان غضا فيبس وبلي وقرئ من (الشجر الخضراء) على المعنى كقوله * (فمالئون منها البطون) * * (أوليس الذي خلق السماوات والأرض) * مع كبر جرمهما وعظم شأنهما * (بقادر على أن يخلق مثلهم) * في الصغر والحقارة بالإضافة الهيما أو مثلهم في أصول الذات وصفاتها وهو المعاد وعن يعقوب * (يقدر) * * (بلى) * جواب من الله تعالى لتقرير ما بعد النفي مشعر بأنه لا جواب سواه * (وهو الخلاق العليم) * كثير المخلوقات والمعلومات * (إنما أمره) * إنما شأنه * (إذا أراد شيئا أن يقول له كن) * أي تكون * (فيكون) * فهو يكون أي يحدث وهوتمثيل لتأثير قدرته في مراده بأمر المطاع للمطيع في حصول المأمور من غير امتناع وتوقف وافتقار إلى مزاولة عمل واستعمال آلة قطعا لمادة الشبهة وهو قياس قدرة الله تعالى على قدرة الخلق ونصبه ابن عامر والكسائي عطفا على يقول * (فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء) * تنزيه عما ضربوا له وتعجيب عما قالوا فيه معللا بكونه مالكا للأمر كله قادرا على كل شيء * (وإليه ترجعون) * وعد ووعيد للمقرين
(٤٤٣)
مفاتيح البحث: الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 » »»