تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٤
(أقلي اللوم عاذل والعتابن) أو على معنى كل هذا الرأي كلا وكلا على إضمار فعل يفسره ما بعده أي سيجحدون * (كلا سيكفرون بعبادتهم) * * (ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين) * بأن سلطانهم عليهم أو قيضنا لهم قرناء * (تؤزهم أزا) * تهزهم وتغريهم على المعاصي بالتسويلات وتحبيب الشهوات والمراد تعجيب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقاويل الكفرة وتماديهم في الغي وتصميمهم على الكفر بعد وضوح الحق على ما نطقت به الآيات المتقدمة * (فلا تعجل عليهم) * بأن يهلكوا حتى تستريح أنت والمؤمنون من شرورهم وتطهر الأرض من فسادهم * (إنما نعد لهم) * أيام آجالهم * (عدا) * والمعنى لا تعجل بهلاكهم فإنه لم يبق له إلا أيام محصورة وأنفاس معدودة * (يوم نحشر المتقين) * نجمعهم * (إلى الرحمن) * إلى ربهم الذي غمرهم برحمته ولا ختبار هذا الاسم في هذه السورة شأن ولعله لأن مساق هذا الكلام فيها لتعداد نعمه الجسام وشرح حال الشاكرين له ا والكافرين بها * (وفدا) * وافدين عليه كما يفد الوفاد على الملوك منتظرين لكرامتهم وإنعامهم * (ونسوق المجرمين) * كما تساق البهائم * (إلى جهنم وردا) * عطاشا فإن من يرد الماء لا يرده إلا لعطش أو كالدواب التي ترد الماء * (لا يملكون الشفاعة) * الضمير فها للعباد المدلول عليها بذكر القسمين وهو الناصب لليوم * (إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا) * إلا من تحلى بما يستعد به ويستأهل أن شفع للعصاة من الإيمان والعمل الصالح على ما وعد الله تعالى أو إلا من اتخذ من الله إذنا فيها كقوله تعالى * (لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن) * من قولهم عهد الأمير إلى فلان بكذا إذا أمره به ومحله الرفع على البدل من الضمير أو النصب على تقدير مضاف أي إلا شفاعة من اتخذ أو على الآستثناء وقيل الضمير للمجرمين والمعنى لا يملكون
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»