تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٧٢
وقيل كل ارض تفتح إلى يوم القيامة * (وكان الله على كل شيء قديرا) * فيقدر على ذلك * (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا) * السعة والتنعم فيها * (وزينتها) * زخارفها * (فتعالين أمتعكن) * اعطن المتعة * (وأسرحكن سراحا جميلا) * طلاقا من غير ضرار وبدعة روي أنهم سألنه ثياب الزينة وزيادة النفقة فنزلت فبدأ بعائشة رضي الله عنها فخيرها فاختارت الله ورسوله ثم اختارت الباقيات اختيارها فشكر الله لهن ذلك فانزل * (لا يحل لك النساء من بعد) * وتعليق التسريح بإرادتهن الدنيا وجعلها قسيما لإرادتهن الرسول يدل على المخيرة إذا اختارت زوجها لم تطلق خلافا لزيد والحسن ومالك واحدى الروايتين عن علي ويؤيده قوله عائشة رضي الله عنها خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخترناه ولم يعده طلاقا وتقديم للتمتع على التسريح المسبب عنه من الكرم وحسن الخلق قيل لأن الفرقة كانت بإرادتهن كاختيار المخيرة نفسها فإنه طلقة رجعية عندنا وبائنة عند الحنفية واختلف في وجوبه للمدخول بها وليس فيه ما يدل عليه وقرئ * (أمتعكن وأسرحكن) * بالرفع على الاستئناف * (وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما) * يستحقر دونه الدنيا وزينتها ومن للتبيين لأنهن كلهن كن محسنات * (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة) * بكبيرة * (مبينة) * ظاهر قبحها على قراءة ابن كثير وأبي بكر والباقون بكسر الياء * (يضاعف لها العذاب ضعفين) * ضعفي عذاب غيرهن أي مثليه لان الذنب منهن أقبح فإن زيادة قبحه تتبع زيادة فضل المذنب والنعمة عليه ولذلك جعل حد الحر ضعفي حد العبد وعوتب الأنبياء بما لا يعاتب به غيرهم وقرأ البصريان (يضعف) على البناء للمفعول ورفع * (العذاب) * وابن كثير وابن عامر (نضعف) بالنون وبناء الفاعل ونصب * ( العذاب) * * (وكان ذلك على الله يسيرا) * لا منعه عن التضعيف كونهن نساء النبي وكيف وهو سببه
(٣٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 ... » »»