تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٤٨
وقاص وأمه مكثت لإسلامه ثلاثا لم تطعم فيها شيئا ولذلك قيل من أناب إليه أبو بكر رضي الله عنه فإنه أسلم بدعوته * (يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل) * أي أن الخصلة من الإحسان أو الإساءة إن تك مثلا في الصغر كحبة الخردل ورفع نافع * (مثقال) * على أن الهاء ضمير القصة وكان تامة وتأنيثها لإضافة المثقال إلى الحبة كقول الشاعر (كما شرقت صدر القناة من الدم) أو لأن المراد به الحسنة أو السيئة * (فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض) * في أخفى مكان وأحرزه كجوف صخرة أو أعلاه كمحدب السماوات أو أسفله كمقعر الأرض وقرئ بكسر الكاف من وكن الطائر إذا استقر في وكنته * (يأت بها الله) * يحضرها فيحاسب عليها * (إن الله لطيف) * يصل علمه إلى كل خفي * (خبير) * عالم بكنهه * (يا بني أقم الصلاة) * تكميلا لنفسك * (وأمر بالمعروف وانه عن المنكر) * تكميلا لغيرك * (واصبر على ما أصابك) * من الشدائد سيما في ذلك * (إن ذلك) * إشارة إلى الصبر أو إلى كل ما أمر به * (من عزم الأمور) * مما عزمه الله من الأمور أي قطعه قطع إيجاب مصدر أطلق للمفعول ويجوز أن يكون بمعنى الفاعل من قوله * (فإذا عزم الأمر) * أي جد * (ولا تصعر خدك للناس) * لا تمله عنهم ولا تولهم صفحة وجهك كما يفعله المتكبرون من الصعر وهو داء يعتري البعير فيلوي عنقه وقرأ نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي (ولا تصاعر) وقرئ * (ولا تصعر) * والكل واحد مثل علاه وأعلاه وعالاه * (ولا تمش في الأرض مرحا) * أي فرحا مصدر وقع موقع الحال أي تمرح مرحا أو لأجل المرح وهو البطر * (إن الله لا يحب كل مختال فخور) * علة للنهي وتأخير ال * (فخور) *
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»