تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣١٩
مطيعون له خاصة وفيه تعريض باتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله * (وكذلك) * ومثل ذلك الانزال * (أنزلنا إليك الكتاب) * وحيا مصدقا لسائر الكتب الإلهية وهو تحقيق لقوله * (فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به) * هم عبد الله بن سلام واضرابه أو من تقدم عهد الرسول صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب * (ومن هؤلاء) * ومن العرب أو أهل مكة أو ممن في عهد الرسول من أهل الكتابين * (من يؤمن به) * بالقرآن * (وما يجحد بآياتنا) * مع ظهورها وقيام الحجة عليها * (إلا الكافرون) * إلا المتوغلون في الكفر فإن جزمهم به يمنعهم عن التأمل فيما يقيد لهم صدقها لكونها معزة بالإضافة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كما أشار إليه بقوله * (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك) * فإن ظهور هذا الكتاب الجامع لأنواع العلوم الشريفة أمي لم يعرف بالقراءة والتعلم خارق للعادة وذكر اليمين زيادة تصوير للمنفي ونفي للتجوز في الإسناد * (إذا لارتاب المبطلون) * أي لو كنت ممن يخط ويقرأ لقالوا لعله تعلمه أو التقطه من كتب الأولين الأقدمين وانما سماهم مبطلين لكفرهم أو لاتيابهم بانتفاء وجه واحد من وجوه الاعجاز المكاثرة وقيل لارتاب أهل الكتاب لوجدانهم نعتك على خلاف ما في كتبهم فيكون ابطالهم باعتبار الواقع دون المقدر * (بل هو) * بل القرآن
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»