تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣١٠
* (وليعلمن الله الذين آمنوا) * بقلوبهم * (وليعلمن المنافقين) * فيجازي الفريقين * (وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا) * الذي نسلكه في ديننا * (ولنحمل خطاياكم) * إن كان ذلك خطيئة أو إن كان بعث ومؤاخذة وإنما أمروا أنفسهم بالحمل عاطفين على أمرهم بالاتباع مبالغة في تعليق الحمل بالاتباع والوعد بتخفيف الأوزار عنهم إن كانت تشجيعا لهم عليه وبهذا الاعتبار رد عليهم وكذبهم بقوله * (وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون) * من الأولى للتبيين والثانية مزيدة والتقدير وما هم بحاملين شيئا من خطاياهم * (وليحملن أثقالهم) * أثقال ما اقترفته أنفسهم * (وأثقالا مع أثقالهم) * وأثقالا أخر معها لما تسببوا له بالإضلال والحمل على المعاصي من غير أن ينقص من أثقال من تبعهم شيء * (وليسألن يوم القيامة) * سؤال تقريع وتبكيت * (عما كانوا يفترون) * من الأباطيل التي أضلوا بها * (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما) * بعد المبعث إذ روي أنه بعث على رأس الأربعين ودعا قوما تسعمائة وخمسين وعاش بعد الطوفان ستين ولعل اختيار هذه العبارة للدلالة على كمال العدد فإن تسعمائة وخمسين قد يطلق على ما يقرب منه ولما في ذكر الألف من تخييل طول المدة إلى السامع فإن المقصود من القصة تسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم وتثبيته على ما يكابده من الكفرة واختلاف المميزين لما في التكرير من البشاعة * (فأخذهم الطوفان) * طوفان الماء وهو لما طاف بكثرة من سيل أو ظلام أو نحوهما * (وهم ظالمون) * بالكفر * (فأنجيناه) * أي نوحا صلى الله عليه وسلم * (وأصحاب السفينة) * ومن أركب معه من أولاده وأتباعه وكانوا ثمانين وقيل ثمانية وسبعين وقيل عشرة نصفهم ذكور ونصفهم إناث * (وجعلناها) * أي السفينة أو الحادثة * (آية للعالمين) * يتعظون ويستدلون بها
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»