تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٠
* (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات) * مرتلات الألفاظ مبينات المعاني بنفسها أو ببيان الرسول الله صلى الله عليه وسلم أو واضحات الإعجاز * (قال الذين كفروا للذين آمنوا) * لأجلهم أو معهم * (أي الفريقين) * المؤمنين والكافرين * (خير مقاما) * موضع قيام أو مكانا وقرأ ابن كثير بالضم أي موضع إقامة ومنزل * (وأحسن نديا) * مجلسا ومجتمعا والمعنى أنهم لما سمعوا حفوظ الدنيا والاستدلال بزيادة حظهم فيها على فضلهم وحسن حالهم عند الله تعالى لقصور نظرهم على الحال وعلمهم بظاهر من الحياة الدنيا فرد عليهم ذلك أيضا مع التهديد نقضا بقوله * (وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا) * و * (كم) * مفعول * (أهلكنا) * و * (من قرن) * بيانه وإنما سمي أهل كل عصر قرنا أي مقدما من قرن الدابة وهو مقدمها لأنه يتقدم من بعده وهم أحسن صفة لكم وأثاثا تمييز عن النسبة وهو متاع البيت وقيل هو ماجد منه والخرثي ما رث والرئي المنظر فعل من الرؤية لما يرى كالطحن والخبز وقرأ نافع وابن عامر ريا على قلب الهمزة وإدغامها أو على أنه من الري الذي هو النعمة وقرأ أبو بكر رييا على القلب وقرئ ريا بحذف الهمزة وزيا من الزي وهو الجمع فإنه محاسن مجموعة ثم بين أن تمتيعهم استدراج وليس بإكرام وإنما العيار على الفضل والنقص ما يكون في الآخرة بقوله * (قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا) * فيمده ويمهله بطول العمر والتمتع به وإنما أخرجه على لفظ الأمر إيذانا إمهاله مما ينبغي أن فعله استدراجا وقطعا
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»