تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٢٧
فيها من الأعراض وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وقالون عن يعقوب يذكر من الذكر الذي يراد به التفكر وقرئ يتذكر على الأصل * (فوربك لنحشرنهم) * أقسم باسمه تعالى مضافا إلى نبيه تحقيقا للأمر وتفخيما لشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم * (والشياطين) * عطف أو مفعول معه لما روي أن الكفرة يحشرون مع قرنائهم من الشياطين الذين أغووهم كل مع شيطانه في سلسلة وهذا وإن كان مخصوصا بهم ساغ نسبته إلى الجنس بأسره فإنهم إذا حشروا وفيهم الكفرة مقرونين بالشياطين فقد حشروا جميعا معهم * (ثم لنحضرنهم حول جهنم) * ليرى السعداء ما نجاهم الله منه فيزدادوا غبطة وسرورا وينال الأشقياء ما ادخروا لمعادهم عدة ويزدادوا غيظا من رجوع السعداء عنهم إلى دار الثواب وشماتتهم عليهم * (جثيا) * على ركبهم لما ديهمهم من هول الموقف جاثون لقوله تعالى * (وترى كل أمة جاثية) * على المعتاد في مواقف التقاول وإن كان المراد بالإنسان الكفرة فلعلهم يساقون جثاة من الموقف إلى شاطىء جهنم إهانة بهم أو لعجزهم عن القيام لما عراهم من الشدة وقرأ حمزة والكسائي وحفص * (جثيا) * بكسر الجيم * (ثم لننزعن من كل شيعة) * من كل أمة شاعت دينا * (أيهم أشد على الرحمن عتيا) * من كان أعصى وأعتى منهم فنطرحهم فيها وفي ذكر الأشد تنبيه على أنه تعالى
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»