تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٥
الشفاعة فيهم إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا يستعد به أن يشفع له بالإسلام * (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا) * الضمير يحتمل الوجهين لأن هذا لما كان مقولا فيما بين الناس جاز أن ينسب إليهم * (لقد جئتم شيئا إدا) * على الالتفات للمبالغة في الذم والتسجيل عليهم بالجراءة على الله تعالى والإد بالفتح والكسر العظيم المنكر الإداة الشدة وأدني الأمر وآدني أثقلني وعظم علي * (تكاد السماوات) * وقرأ نافع والكسائي بالياء * (يتفطرن منه) * يتشققن مرة بعد أخرى وقرأ أبو عمرو وابن عامر وحمزة وأبو بكر ويعقوب ينفطرن والأول أبلغ لأن التفعل مطاوع فعل والإنفعال مطاوع فعل ولأن أصل التفعل التكلف * (وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا) * تهد هدا أو مهدودة أو لأنها تهد أي تكسر وهو تقرير لكونه أدا والمعنى أن هول هذه الكلمة وعظمها بحيث لو تصورت بصورة محسوسة لم تتحملها هذه الأجرام والعظام وتفتت من شدتها أو أن فظاعتها مجلبة لغضب الله بحيث لولا حلمه لخرب العالم وبدد قوائمه غضبا على من تفوه بها * (أن دعوا للرحمن ولدا) * يحتمل النصب على العلة ل * (تكاد) * أو ل * (هدا) * على حذف اللام وإفضاء الفعل إليه والجر بإضمار اللام أو بالإبدال من الهاء في منه والرفع على أنه خبر محذوف تقديره الموجب لذلك * (أن دعوا) * أو فاعل * (هدا) * أي هدها دعاء
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»