تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٩
اللعن والعذاب تليه ويليك أو ثابتا في موالاته فإنه أكبر من العذاب كما أن رضوان الله أكبر من الثواب وذكر الخوف والمس وتنكير العذاب إما للمجاملة أو لخفاء العاقبة ولعل اقتصاره على عصيان الشيطان من بين جناياته لارتقاء همته في الربانية أو لأنه ملاكها أو لأنه من حيث إنه نتيجة معاداته لآدم وذريته منبه عليها * (قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم) * قابل استعطافه ولطفه في الإرشاد بالفظاظة وغلظه العناد فناداه باسمه ولم يقابل * (يا أبت) * بيا بني وأخره وقدم الخبر على المبتدأ وصدره بالهمزة لإنكار نفس الرغبة على ضرب من التعجب كأنها مما لا يرغب عنها عاقل ثم هدده فقال * (لئن لم تنته) * عن مقالك فيها أو الرغبة عنها * (لأرجمنك) * بلساني يعني الشتم والذم أو بالحجارة حتى تموت أو تبعد مني * (واهجرني) * عطف على ما دل عليه * (لأرجمنك) * أي فاحذرني واهجرني * (مليا) * زمانا طويلا من الملاوة أو مليا بالذهاب عني * (قال سلام عليك) * توديع ومتاركة ومقابلة للسيئة بالحسنة أي لا أصيبك بمكروه ولا أقول لك بعد ما يؤذيك ولكن * (سأستغفر لك ربي) * لعله يوفقك للتوبة والإيمان فإن حقيقة الاستغفار للكافر استدعاء التوفيق لما يوجب مغفرته وقد مر تقريره في سورة التوبة * (إنه كان بي حفيا) * بليغا في البر والإلطاف * (وأعتزلكم وما تدعون من دون الله) * بالمهاجرة بديني * (وأدعو ربي) * وأعبده وحده * (عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا) * خائبا ضائع السعي مثلكم في دعاء آلهتكم وفي تصدير الكلام ب * (عسى) * التواضع وهضم النفس والتنبيه على أن الإجابة والإثابة تفضل غير واجبتين وأن ملاك الأمر خاتمته وهو غيب
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»