تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٣
فإن نفس الكتابة لا تتأخر عن القول لقوله تعالى * (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) * * (ونمد له من العذاب مدا) * ونطول له من العذاب ما يستأهله أو نزيد عذابه ونضاعفه له لكفره وافترائه واستهزائه على الله جلت عظمته ولذلك أكده بالمصدر دلالة على فرط غضبه عليه * (ونرثه) * بموته * (ما يقول) * يعني المال والولد * (ويأتينا) * يوم القيامة * (فردا) * لا يصحبه مال ولا ولد كان له في الدنيا فضلا أن يؤتى ثم زائدا وقيل * (فردا) * رافضا لهذا القول منفردا عنه * (واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا) * ليتعززوا بهم حيث يكونون لهم وصلة إلى الله وشفعاء عنده * (كلا) * ردع وإنكار لتعززهم بها * (سيكفرون بعبادتهم) * ستجحد الآلهة عبادتهم ويقولون ما عبدتمونا لقوله تعالى * (إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا) * أو سينكر الكفرة لسوء العاقبة أنهم عبدوها لقوله تعالى * (ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين) * * (ويكونون عليهم ضدا) * يؤيد الأول إذا فسر الضد بضد العز أي ويكونون عليهم ذلا أو بضدهم على معنى أنها تكون معونة في عذابهم بأن توقد بها نيرانهم أو جعل الواو للكفرة أي يكونون كافرين بهم بعد أن كانوا يعبدونها وتوحيده لوحدة المعنى الذي به مضادتهم فإنهم بذلك كالشئ الواحد ونظيره قوله عليه الصلاة والسلام وهم يد على من سواهم وقرئ * (كلا) * بالتنوين على قلب الألف نونا في الوقف قلب ألف الإطلاق في قوله
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»