تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٦٣
دخلت اللام على المفعول لضعف الفعل بالتأخير أو حذف المفعول واللام للتعليل والتقدير يرهبون معاصي الله لربهم * (واختار موسى قومه) * أي من قومه فحذف الجار وأوصل الفعل إليه * (سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة) * روي أنه تعالى أمره أن يأتيه في سبعين من بني إسرائيل فاختار من كل سبط ستة فزاد اثنان فقال ليتخلف منكم رجلان فتشاجروا فقال إن لمن قعد اجر من خرج فقعد كالب ويوشع وذهب مع الباقين فلما دنوا من الجبل غشيه غمام فدخل موسى بهم الغمام وخروا سجدا فسمعوه تعالى يكلم موسى يأمره وينهاه ثم انكشف الغمام فأقبلوا إليه وقالوا * (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة) * فأخذتهم الرجفة أي الصاعقة أو رجفة الجبل فصعقوا منها * (قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي) * تمنى هلاكهم وهلاكه قبل أن يرى ما رأى أو بسبب آخر أو عنى به أنك قدرت على اهلاكهم قبل ذلك بحمل فرعون على اهلاكهم وبإغراقهم في البحر وغيرهما فترحمت عليهم بالانقاذ منها فإن ترحمت عليهم مرة أخرى لم يبعد من عميم إحسانك * (أتهلكنا بما فعل السفهاء منا) * من العناد والتجاسر على طلب الرؤية وكان ذلك قاله بعضهم وقيل المراد بما فعل السفهاء عبادة العجل والسبعون اختارهم موسى لميقات التوبة عنها فغشيتهم هيبة قلقوا منها ورجفوا حتى كادت تبين مفاصلهم وأشرفوا على الهلاك فخاف عليهم موسى فبكى ودعا فكشفها الله عنهم * (إن هي إلا فتنتك) * ابتلاؤك حين أسمعتهم كلامك حتى طمعوا في الرؤية أو أوجدت في العجل خوارا فزاغوا به * (تضل بها من تشاء) * ضلاله بالتجاوز عن حده أو باتباع المخايل * (وتهدي من تشاء) * هداه فيقوى بها ايمانه * (أنت ولينا) * القائم بأمرنا * (فاغفر لنا) * بمغفرة ما قارفنا * (وارحمنا وأنت خير الغافرين) * تغفر السيئة وتبدلها بالحسنة
(٦٣)
مفاتيح البحث: الهلاك (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»