تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٥٧
لان طلب المستحيل من الأنبياء محال وخصوصا ما يقتضي الجهل بالله ولذلك رده بقوله تعالى * (لن تراني) * دون لن أرى أو لن أريك أو لن تنظر إلي تنبيها على أنه قاصر عن رؤيته لتوقفها على معد في الرائي لم يوجد فيه بعد وجعل أن يجعلهم ويزيح شبهتهم كما فعل بهم حين قالوا * (اجعل لنا إلها) * ولا يتبع سبيلهم كما قال لأخيه * (ولا تتبع سبيل المفسدين) * والاستدلال بالجواب على استحالتها أشد خطأ إذ لا يدل الأخبار عن عدم رؤيته إياه على أن لا يراه غيره أصلا فضلا عن أن يدل على استحالتها ودعوى الضرورة فيه مكابرة أو جهالة بحقيقة الرؤية * (قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني) * استدراك يريد أن يبين به أنه لا يطيقه وفي تعليق الرؤية بالاستقرار أيضا دليل على الجواز ضرورة أن المعلق على الممكن ممكن والجبل قيل هو جبل زبير * (فلما تجلى ربه للجبل) * ظهر له عظمته وتصدى له اقتداره وأمره وقيل أعطى
(٥٧)
مفاتيح البحث: الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»