تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٦٩
القوة الحيوانية فيسري حاملا لها في تجاويف الشرايين إلى أعماق البدن جعل تعلقه بالبدن نفخا وإضافة الروح إلى نفسه لما مر في * (النساء) * * (فقعوا له) * فأسقطوا له * (ساجدين) * أرم من وقع يقع * (فسجد الملائكة كلهم أجمعون) * أكد بتأكيدين للمبالغة في التعميم ومنع التخصيص وقيل أكد بالكل للإحاطة وبأجمعين للدلالة على أنهم سجدوا مجتمعين دفعة وفيه نظر إذ لو كان المر كذلك كان الثاني حالا لا تأكيدا * (إلا إبليس) * إن جعل منقطعا اتصل به قوله * (أبى أن يكون مع الساجدين) * أي ولكن إبليس أبى وأن جعل متصلا كان استئنافا على أنه جواب سائل قال هلا سجد * (قال يا إبليس ما لك ألا تكون) * أي غرض لك في أن لا تكون * (مع الساجدين) * لآدم * (قال لم أكن لأسجد) * اللام لتأكيد النفي أي لا يصح مني وينافي حالي أن أسجد * (لبشر) * جسماني كثيف وأنا ملك روحاني * (خلقته من صلصال من حمأ مسنون) * وهو أخس العناصر وخلقتني من نار وهي أشرفها استنقص آدم عليه السلام باعتبار النوع الأصل وقد سبق الجواب عنه في سورة * (الأعراف) * * (قال فأخرج منها) * من السماء أو الجنة أو زمر الملائكة * (فإنك رجيم) * مطرود من الخير والكرامة فإن من يطرد يرجم بالحجر أو شيطان يرجم بالشهب وهو وعيد يتضمن الجواب عن شبهته * (وإن عليك اللعنة) * هذا الطرد والإبعاد * (إلى يوم الدين) * فإنه منتهى أمد اللعن فإنه يناسب أيام التكليف ومه زمان الجزاء وما في قوله * (فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين) *
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»