تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٣٦٢
* (ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون) * أي وما يستأخرون عنه وتذكير ضمير * (أمة) * فيه للحمل على المعنى * (وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر) * نادوا به النبي صلى الله عليه وسلم على التهكم ألا ترى إلى ما نادوه له وهو قولهم * (إنك لمجنون) * ونظير ذلك قول فرعون * (إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون) * والمعنى إنك لتقول قول المجانين حين تدعي أن الله تعالى تزل عليك الذكر أي القرآن * (لو ما تأتينا) * ركب * (لو) * مع * (ما) * كما ركبت مع لا لمعنيين امتناع الشيء لوجود غيره والتحضيض * (بالملائكة) * ليصدقوك ويعضدوك على الدعوة كقوله تعالى * (لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا) * أو للعقاب على تكذيبنا لك كما أتت الأمم المكذبة قبل * (إن كنت من الصادقين) * في دعواك * (ما ننزل الملائكة) * بالياء ونصب * (الملائكة) * على أن الضمير لله تعالى وقرأ حمزة والكسائي وحفص بالنون وأبو بكر بالتاء والبنا للمفعول ورفع * (الملائكة) * وقرئ * (تنزل) * بمعنى تتنزل * (إلا بالحق) * إلا تنزيلا ملتبسا بالحق أي بالوجه الذي قدره واقتضته حكمته ولا حكمه في أن تأتيكم بصور تشهدونها فإنه لا يزيدكم إلا لبسا ولا في معالجتكم بالعقوبة فإن منكم و من ذراريكم من سبقت كلمتنا له بالإيمان وقيل الحق الوحي أو العذاب * (وما كانوا إذا منظرين) * * (إذا) * جواب لهم و جزاء لشرط مقدر أي و لو نزلنا الملائكة ما كانوا منظرين * (إنا نحن نزلنا الذكر) * رد لإنكارهم واستهزائهم ولذلك أكده من وجزه وقرره بقوله * (وإنا له لحافظون) * أي من التحريف والزيادة والنقص بأن جعلناه معجزا مباينا لكلام
(٣٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 ... » »»