تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢٦٤
النار حين يأتي اليوم أو مدة لبثهم في الدنيا والبرزخ إن كان الحكم مطلقا غير مقيد باليوم وعلى هذا التأويل يحتمل أن يكون الاستثناء من الخلود على ما عرفت وقيل هو من قوله * (لهم فيها زفير وشهيق) * وقيل إلا ها هنا بمعنى سوى كقولك على ألف إلا الألفان القديمان والمعنى سوى ما شاء ربك من الزيادة التي لا آخر لها على مدة بقاء لاسموات والأرض * (إن ربك فعال لما يريد) * من غير اعتراض * (وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ) * غير مقطوع وهو تصريح بأن الثواب لا ينقطع وتنبيه على أن المراد من الاستثناء في الثواب ليس الانقطاع ولأجله فرق بين الثواب والعقاب بالتأبيد وقرأ حمزة والكسائي وحفص * (سعدوا) * على البناء للمفعول من سعده الله بمعنى أسعده و * (عطاء) * نصب على مصدر المؤكد أي أعطوا عطاء أو الحال من الجنة * (فلا تك في مرية) * شك بعد ما أنزل عليك من مآل أمر الناس * (مما يعبد هؤلاء) * من عبادة هؤلاء المشركين في أنها ضلال مؤد إلى مثل ما حل بمن قبلهم ممن قصصت عليك سوء عاقبة عبادتهم أو من حال ما يعبدونه في أنه ما يضر ولا ينفع * (ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل) * استئناف معناه تعليل عن النهي عن المرية أي هم وآباؤهم سواء في لاشرك أي ما يعبدون عبادة إلا كعبادة آبائهم أو ما يع بدون عبادة إلا كعبادة آبائهم أو ما يعبدون شيئا إلا مثل ما عبدوه من
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»