تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ٢٦٧
أبلغ ما يتصور في النهي عن الظلم والتهديد عليه وخطاب الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين بها للتثبيت على الاستقامة التي هي العدل فإن الزوال عنها بالميل غلى أحد طرفي إفراط وتفريط فإنه ظلم على نفسه أو غيره بل ظلم في نفسه وقر * (تركنوا) * * (فتمسكم) * بكسر التاء على لغة تميم و * (تركنوا) * على البناء للمفعول من أركنه * (وما لكم من دون الله من أولياء) * من أنصار يمنعون العذاب عنكم والواو للحال * (ثم لا تنصرون) * أي ثم لا ينصركم الله إذا سبق في حكمه أن يعذبكم ولا يبقي عليكم وثم لاستبعاد نصره إياهم وقد أوعدهم بالعذاب عليه وأوجبه لهم ويجوز أن يكون منزلا منزلة الفاء لمعنى الاستبعاد فإنه لما بين أن الله معذبهم وأن غيره لا يقدر على نصرهم أنتج ذلك أنهم لا ينصرون أصلا * (وأقم الصلاة طرفي النهار) * غدوة وعشية وانتصابه على الظرف لأنه مضاف إليه * (وزلفا من الليل) * وساعات منه قريبة من النهار فإنه من أزلفه إذا قربه وهو جمع زلفة وصلاة الغداة صلاة الصبح لأنها أقرب الصلاة من أول النهار وصلاة العشي صلاة العصر وقيل الظهر والعصر لأن ما بعد الزوال عشي وصلاة الزلف المغرب والعشاء وقرئ (زلفا) بضمتين وضمة وسكون كبسر وبسر في بسره و * (زلفى) * بمعنى زلفة كقرى وقربة * (إن الحسنات يذهبن السيئات) * يكفرنها وفي الحديث إن الصلاة إلى الصلاة كفارة ما بينهما ما اجتنبت الكبائر وفي سبب النزول أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني قد أصبت من امرأة غير أني لم آتها فنزلت * (ذلك) * إشارة إلى قوله * (فاستقم) * وما بعده وقيل إلى القرآن * (ذكرى للذاكرين) * عظة للمتعظين
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»