تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٢٧
ولم يبين موضعها وكانت قصتها تشابه قصة الأنفال وتناسبها لأن في الأنفال ذكر العهود وفي براءة نبذها فضمت إليها وقيل لما اختلفت الصحابة في أنهما سورة واحدة هي سابعة السبع الطوال أو سورتان تركت بينهما فرجة ولم تكتب بسم الله * (براءة من الله ورسوله) * أي هذه براءة ومن ابتدائية متعلقة بمحذوف تقديره وأصله * (من الله ورسوله) * ويجوز أن تكون * (براءة) * مبتدأ لتخصصها بصفتها والخبر * (إلى الذين عاهدتم من المشركين) * وقرئ بنصبها على اسمعوا براءة والمعنى أن الله ورسوله برئا من العهد الذي عاهدتم به المشركين وإنما علقت البراءة بالله ورسوله والمعاهدة بالمسلمين للدلالة على أنه يجب عليهم نبذ عهود المشركين إليهم وإن كانت صادرة بإذن الله تعالى واتفاق الرسول فإنهما برئا منها وذلك أنهم عاهدوا مشركي العرب فنكثوا إلا أناسا منهم بنو ضمرة وبنو كنانة فأمرهم بنبذ العهد إلى الناكثين وأمهل المشركين أربعة أشهر ليسيروا أين شاءوا فقال * (فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) * شوال وذي القعدة وذي الحجة والمحرم لأنها نزلت في شوال وقيل هي عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وربيع الأول وعشر من ربيع الآخر لأن التبليغ كان يوم النحر لما روي أنها لما نزلت أرسل رسول
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»