تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٤٣٤
في ظلمات الليل في البر والبحر وإضافتها إليهما للملابسة أو في مشتبهات الطرق وسماها ظلمات على الاستعارة وهو إفراد لبعض منافعها بالذكر بعد ما أجملها بقوله لكم * (قد فصلنا الآيات) * بيناها فصلا فصلا * (لقوم يعلمون) * فإنهم المنتفعون به * (وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة) * هو آدم عليه الصلاة والسلام * (فمستقر ومستودع) * أي فلكم استقرار في الأصلاب أو فوق الأرض واستيداع في الأرحام أو تحت الأرض أو موضع استقرار واستيداع وقرأ ابن كثير والبصريان بكسر القاف على أنه اسم فاعل والمستودع اسم مفعول أي فمنكم قال ومنكم مستودع لأن الاستقرار منا دون الاستيداع * (قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون) * ذكر من ذكر النجوم يعلمون لأن أمرها ظاهر ومع ذلك تخليق بني آدم يفقهون لأن إنشاءهم من نفس واحدة وتصريفهم بين أحوال مختلفة دقيق غامض يحتاج إلى استعمال فطنة وتدقيق نظر * (وهو الذي أنزل من السماء ماء) * من السحاب أو من جانب السماء * (فأخرجنا) * على تلوين الخطاب * (به) * بالماء * (نبات كل شيء) * نبت كل صنف من النبات والمعنى إظهار القدرة في إنبات الأنواع المختلفة المفننة المسقية بماء واحد كما في قوله سبحانه وتعالى * (يسقى بماء واحد) * ونفضل بعضها على بعض في الأكل * (فأخرجنا منه) * من النبات أو الماء * (خضرا) * شيئا أخضر يقال أخضر وخضر كأعور وعور وهو الخارج من الحبة المتشعب * (نخرج منه) * من الخضر * (حبا متراكبا) * وهو السنبل * (ومن النخل من طلعها قنوان) *
(٤٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 ... » »»