تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٤٠١
ما يقول فقال والذي جعلها بيته ما أدري ما يقول إلا أنه يحرك لسانه ويقول أساطير الأولين مثل ما حدثتكم عن القرون الماضية فقال أبو سفيان إني لأرى حقا فقال أبو جهل كلا * (وجعلنا على قلوبهم أكنة) * أغطية جمع كنان وهو ما يستر الشيء * (أن يفقهوه) * كراهة أن يفقهوه * (وفي آذانهم وقرا) * يمنع من استماعه وقد مر تحقيق ذلك في أول البقرة * (وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها) * لفرط عنادهم واستحكام التقليد فيهم * (حتى إذا جاؤوك يجادلونك) * أي بلغ تكذيبهم الآيات إلى أنهم جاؤو يجادلونك وحتى هي التي نقع بعدها الجمل لا عمل لها والجملة إذا وجوابه وهو * (يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين) * فإن جعل أصدق الحديث خرافات الأولين غاية التكذيب ويجادلونك حال لمجيئهم ويجوز أن تكون الجارة وإذا جاؤوك في موضع الجر ويجادلونك حال ويقول تفسير له والأساطير الأباطيل جمع أسطورة أو اسطارة أو أسطار جمع سطر وأصله السطر بمعنى الخط * (وهم ينهون عنه) * أي ينهون الناس عن القرآن أو الرسول صلى الله عليه وسلم والإيمان به * (وينأون عنه) * بأنفسهم أو ينهون عن التعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وينأون عنه فلا يؤمنون به كأبي طالب * (وإن يهلكون) * وما يهلكون بذلك * (إلا أنفسهم وما يشعرون) * أن ضرره لا يتعداهم إلى غيرهم * (ولو ترى إذ وقفوا على النار) * جوابه محذوف أي لو تراهم حين يوقعون على النار حتى يعاينوها أو يطلعون عليها أو يدخلونها فيعرفون مقدار عذابها لرأيت أمرا شنيعا وقرئ * (وقفوا) * على البناء للفاعل من وقف عليها وقوفا * (فقالوا يا ليتنا نرد) * تمنيا
(٤٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 ... » »»