تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٣٩٠
سواه ثم هم يعدلون به ما لا يقدر على شيء منه ومعنى ثم استبعاد عدولهم بعد هذا البيان والباء على الأول متعلقة بكفروا وصلة يعدلون محذوفة أي يعدلون عنه ليقع الإنكار على نفس الفعل وعلى الثاني متعلقة ب * (يعدلون) * والمعنى أن الكفار يعدلون بربهم الأوثان أي يسوونها به سبحانه وتعالى * (هو الذي خلقكم من طين) * أي ابتدأ خلقكم منه فإنه المادة الأولى وأن آدم الذي هو أصل البشر خلق منه أو خلق أباكم فحذف المضاف * (ثم قضى أجلا) * أجل الموت * (وأجل مسمى عنده) * أجل القيامة وقيل الأول ما بين الخلق والموت والثاني ما بين الموت والبعث فإن الأجل كما يطلق لآخر المدة يطلق لجملتها وقيل الأول النوم والثاني الموت وقيل الأول لمن مضى والثاني لمن بقي ولمن يأتي وأجل نكرة خصصت بالصفة ولذلك استغني عن تقديم الخبر والاستئناف به لتعظيمه ولذلك نكر ووصف بأنه مسمى أي مثبت معين لا يقبل التغيير وأخبر عنه بأنه عند الله لا مدخل لغيره فيه يعلم ولا قدرة ولأنه المقصود بيانه * (ثم أنتم تمترون) * استبعاد لامترائهم بعد ما ثبت أنه خالقهم وخالق أصولهم ومحييهم إلى آجالهم فإن من قدر على خلق المواد وجمعها وإيداع الحياة فيها
(٣٩٠)
مفاتيح البحث: الموت (3)، النوم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»