تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٤٠٦
فيعلمهم حين لا ينفعهم الإيمان * (ثم إليه ترجعون) * للجزاء * (وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه) * أي آية بما اقترحوه أو آية أخرى سوى ما أنزل من الآيات المتكاثرة لعدم اعتدادهم بها عنادا * (قل إن الله قادر على أن ينزل آية) * مما اقترحوه أو آية تضطرهم إلى الإيمان كنتق الجبل أو آية إن جحدوها هلكوا * (ولكن أكثرهم لا يعلمون) * أن الله قادر على إنزالها وأن إنزالها يستجلب عليهم البلاء وأن لهم فيما أنزل مندوحة عن غيره وقرأ ابن كثير ينزل بالتخفيف والمعنى واحد * (وما من دابة في الأرض) * تدب على وجهها * (ولا طائر يطير بجناحيه) * في الهواء وصفه به قطعا لمجاز السرعة ونحوها وقرئ * (ولا طائر) * بالرفع على المحل * (إلا أمم أمثالكم) * محفوظة أحوالها مقدرة أرزاقها وآجالها والمقصود من ذلك الدلالة على كمال قدرته وشمول علمه وسعة تدبيره ليكون كالدليل على أنه قادر على أن ينزل آية وجمع الأمم للحمل على المعنى * (ما فرطنا في الكتاب من شيء) * يعني اللوح المحفوظ فإنه مشتمل على ما يجري في العالم من الجليل والدقيق لم يهمل فيه أمر حيوان ولا جماد أو القرآن فإنه قد دون فيه ما يحتاج إليه من أمر الدين مفصلا أو مجملا ومن مزيدة وشئ في موضع المصدر لا بالمفعول به فإن فرط لا يتعدى بنفسه وقد عدي بفي إلى الكتاب وقرئ * (ما فرطنا) * بالتخفيف * (ثم إلى ربهم يحشرون) * يعني الأمم كلها فينصف
(٤٠٦)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 ... » »»