تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٣٥٥
التحرز عنه أهم من تحري النفع * (والله هو السميع العليم) * بالأقوال والعقائد فيجازي عليها إن خيرا فخير وإن شرا فشر * (قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق) * أي غلوا باطلا فترفعوا عيسى عليه الصلاة والسلام إلى أن تدعوا له الألوهية أو تضعوه فتزعموا أنه لغير رشدة وقيل الخطاب للنصارى خاصة * (ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل) * يعني أسلافهم وأئمتهم الذين قد ضلوا قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم في شريعتهم * (وأضلوا كثيرا) * ممن شايعهم على بدعهم وضلالهم * (وضلوا عن سواء السبيل) * عن قصد السبيل الذي هو الإسلام بعد مبعثه صلى الله عليه وسلم لما كذبوه وبغوا عليه وقيل الأول إشارة إلى ضلالهم عن مقتضى العقل والثاني إشارة إلى ضلالهم عما جاء به الشرع * (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم) * أي لعنهم الله في الزبور والإنجيل على لسانهما وقيل إن أهل أيلة لما اعتدوا في السبت لعنهم الله تعالى على لسان داود فمسخهم الله تعالى قردة وأصحاب المائدة لما كفروا دعا عليهم عيسى عليه السلام ولعنهم فأصبحوا خنازير وكانوا خمسة آلاف رجل * (ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) * أي ذلك اللعن الشنيع المقتضي للمسخ بسبب عصيانهم واعتدائهم ما حرم عليهم * (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه) * أي لا ينهى بعضهم بعضا عن معاودة منكر فعلوه أو عن مثل منكر فعلوه أو عن منكر أرادوا فعله وتهيؤوا له أو لا ينتهون عنه من قولهم تناهى عن الأمر وانتهى عنه إذا امتنع * (لبئس ما كانوا يفعلون) * تعجيب من سوء فعلهم مؤكد بالقسم
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»