تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٣٥٣
المعدة للمشركين * (وما للظالمين من أنصار) * أي وما لهم أحد ينصرهم من النار فوضع الظاهر موضع المضمر تسجيلا على أنهم ظلموا بالإشراك وعدلوا عن طريق الحق وهو يحتمل أن يكون من تمام كلام عيسى عليه الصلاة والسلام وأن يكون من كلام الله تعالى نبه به على أنهم قالوا ذلك تعظيما لعيسى صلى الله عليه وسلم وتقربا إليه وهو معاديهم بذلك ومخاصمهم فيه فما ظنك بغيره * (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) * أي أحد ثلاثة وهو حكاية عما قاله النسطورية والملكانية منهم القائلون بالأقانيم الثلاثة وما سبق قول اليعقوبية القائلين بالاتحاد * (وما من إله إلا إله واحد) * وما في الوجود ذات واجب مستحق للعبادة من حيث إنه مبدئ جميع الموجودات إلا إله واحد موصوف بالوحدانية متعال عن قبول الشركة ومن مزيدة للاستغراق * (وإن لم ينتهوا عما يقولون) * ولم يوحدوا * (ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم) * أي ليمسن الذين بقوا منهم على الكفر أو ليمسن الذين كفروا من النصارى وضعه موضع ليمسنهم تكريرا للشهادة على كفرهم وتنبيها على أن العذاب على من دام على الكفر ولم ينقلع عنه فلذلك عقبه بقوله * (أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه) * أي أفلا يتوبون بالانتهاء عن تلك العقائد والأقوال
(٣٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 ... » »»