تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٣٤٨
أديت شيئا منها لأن كتمان بعضها يضيع ما أدي منها كترك بعض أركان الصلاة فإن غرض الدعوة ينتقض به أو فكأنك ما بلغت شيئا منها كقوله * (فكأنما قتل الناس جميعا) * من حيث أن كتمان البعض والكل سواء في الشفاعة واستجلاب العقاب وقرأ نافع وابن عامر وأبو بكر رسالاته بالجمع وكسر التاء * (والله يعصمك من الناس) * عدة وضمان من الله سبحانه وتعالى بعصمة روحه صلى الله عليه وسلم من تعرض الأعادي وإزاحة لمعاذيره * (إن الله لا يهدي القوم الكافرين) * لا يمكنهم مما يريدون بك وعن النبي صلى الله عليه وسلم بعثني الله برسالاته فضقت بها ذرعا فأوحى الله تعالى إلي إن لم تبلغ رسالتي عذبتك وضمن لي العصمة فقويت وعن أنس رضي الله تعالى عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت فأخرج رأسه من قبة أدم فقال انصرفوا يا أيها الناس فقد عصمني الله من الناس وظاهر الآية يوجب تبليغ كل ما أنزل ولعل المراد به تبليغ ما يتعلق به مصالح العباد وقصد بإنزاله إطلاعهم عليه فإن من الأسرار الإلهية ما يحرم إفشاؤه * (قل يا أهل الكتاب لستم على شيء) * أي دين يعتد به ويصح أن يسمى شيئا لأنه باطل * (حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم) * ومن إقامتها الإيمان
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»