تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٩
والضمير في معهم للكفرة المدلول عليهم بقوله يكفر بها ويستهزأ بها * (إنكم إذا مثلهم) * في الإثم لأنكم قادرون على الإعراض عنهم والإنكار عليهم أو الكفر إن رضيتم بذلك أو لأن الذين يقاعدون الخائضين في القرآن من الأحبار كانوا منافقين ويدل عليه * (إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا) * يعني القاعدين والمقعود معهم وإذا ملغاة لوقوعها بين الاسم والخبر ولذلك لم يذكر بعدها الفعل وإفراد مثلهم لأنه كالمصدر أو للاستغناء بالإضافة إلى الجمع وقرئ بالفتح على البناء لإضافته إلى مبني كقوله تعالى * (مثل ما أنكم تنطقون) * * (الذين يتربصون بكم) * ينتظرون وقوع أمر بكم وهو بدل من الذين يتخذون أو صفة للمنافقين والكافرين أو ذم مرفوع أو منصوب أو مبتدأ خبره * (فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم) * مظاهرين لهم فاسهموا لنا مما غنمتم * (وإن كان للكافرين نصيب) * من الحرب فإنها سجال * (قالوا ألم نستحوذ عليكم) * أي قالوا للكفرة ألم نغلبكم ونتمكن من قتلكم فأبقينا عليكم والاستحواذ الاستيلاء وكان القياس أن يقال استحاذ يستحيذ استحاذة فجاءت على الأصل * (ونمنعكم من المؤمنين) * بأن خذلناهم بتخييل ما ضعفت به قلوبهم وتوانينا في مظاهرتهم فأشركونا فيما أصبتم وإنما سمي ظفر المسلمين فتحا وظفر الكافرين نصيبا لخسة حظهم فإنه مقصور على أمر دنيوي سريع الزوال * (فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) * حينئذ أو في الدنيا والمراد بالسبيل الحجة واحتج به أصحابنا على فساد شراء الكافر المسلم والحنفية على حصول البينونة بنفس الارتداد وهو ضعيف لأنه لا ينفي أن يكون إذا عاد إلى الإيمان قبل مضي العدة
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»