تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٨
* (فإذا اطمأننتم) * سكنت قلوبكم من الخوف * (فأقيموا الصلاة) * فعدلوا واحفظوا أركانها وشرائطها وائتوا بها تامة * (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) * فرضا محدود الأوقات لا يجوز إخراجها عن أوقاتها في شيء من الأحوال وهذا دليل على أن المراد بالذكر الصلاة وأنها واجبة الأداء حال المسايفة والاضطراب في المعركة وتعليل للأمر بالإيتاء بها كيفما أمكن وقال أبو حنيفة رحمه الله تعالى لا يصلي المحارب حتى يطمئن * (ولا تهنوا) * ولا تضعفوا * (في ابتغاء القوم) * في طلب الكفار بالقتال * (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون) * إلزام لهم وتقريع على التواني فيه بأن ضرر القتال دائر بين الفريقين غير مختص بهم وهم يرجون من الله بسببه من إظهار الدين واستحقاق الثروات ما لا يرجو عدوهم فينبغي أن يكونوا أرغب منهم في الحرب وأصبر عليها وقرئ * (إن تكونوا) * بالفتح بمعنى ولا تهنوا لأن تكونوا تألمون ويكون قوله فإنهم يألمون علة للنهي عن الوهن لأجله والآية نزلت في بدر الصغرى * (وكان الله عليما) * بأعمالكم وضمائركم * (حكيما) * فيما يأمر وينهي * (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس) * نزلت في طعمة بن أبيرق من بني ظفر سرق درعا من جاره قتادة بن النعمان في جراب دقيق فجعل الدقيق ينتثر من خرق فيه وخبأها عند زيد بن السمين اليهودي فالتمست الدرع عند طعمة فلم توجد وحلف ما أخذها وما له بها علم فتركوه واتبعوا أثر الدقيق حتى انتهى إلى منزل اليهودي فأخذوها فقال دفعها إلى طعمة وشهد له ناس من اليهود فقالت بنو ظفر انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه أن يجادل عن صاحبهم وقالوا إن لم تفعل هلك وافتضح وبرئ اليهودي فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفعل * (بما أراك الله) * بما عرفك الله وأوحى به إليك وليس من الرؤية
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»