تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٢٣٧
أخاه هشاما قتيلا في بني النجار ولم يظهر قاتله فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدفعوا إليه ديته فدفعوا إليه ثم حمل على مسلم فقتله ورجع إلى مكة مرتدا أو المراد بالخلود المكث الطويل فإن الدلائل متظاهرة على أن عصاة المسلمين لا يدوم عذابهم * (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله) * سافرتم وذهبتم للغزو * (فتبينوا) * فاطلبوا بيان الأمر وثباته ولا تعجلوا فيه وقرأ حمزة والكسائي (فتثبتوا) في الموضعين هنا وفي الحجرات من التثبت * (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام) * لمن حياكم بتحية الإسلام وقرأ نافع وابن عامر وحمزة السلم بغير الألف أي الاستسلام والانقياد وفسر به السلام أيضا * (لست مؤمنا) * وإنما فعلت ذلك متعوذا وقرئ * (مؤمنا) * بالفتح أي مبذولا له الأمان * (تبتغون عرض الحياة الدنيا) * تطلبون ماله الذي هو حطام سريع النفاذ وهو حال من الضمير في تقولوا مشعر بما هو الحامل لهم على العجلة وترك التثبت * (فعند الله مغانم) * لكم * (كثيرة) * نغنيكم عن قتل أمثاله لماله * (كذلك كنتم من قبل) * أي أول ما دخلتم في الإسلام تفوهتم بكلمتي الشهادة فحصنت بها دماؤكم وأموالكم من غير أن يعلم مواطأة قلوبكم ألسنتكم * (فمن الله عليكم) * بالاشتهار بالإيمان والاستقامة في الدين * (فتبينوا) * وافعلوا بالداخلين في الإسلام كما فعل الله بكم ولا تبادروا إلى قتلهم ظنا بأنهم دخلوا فيه اتقاء وخوفا فإن إبقاء ألف كافر أهون عند الله من قتل امرئ مسلم وتكريره تأكيد لتعظيم الأمر وترتيب الحكم على ما ذكر من حالهم * (إن الله كان بما تعملون خبيرا) *
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»