تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٢٣٢
والسلام من كونه بشرا أميا لم يقرأ الكتب ولم يتعلم العلوم أو صلة * (فأتوا) * والضمير للعبد صلى الله عليه وسلم والرد إلى المنزل أوجه لأنه المطابق لقوله تعالى * (فأتوا بسورة من مثله) * ولسائر آيات التحدي ولأن الكلام فيه لا في المنزل عليه فحقه أن لا ينفك عنه ليتسق الترتيب والنظم ولأن مخاطبة الجم الغفير بأن يأتوا بمثل ما أتى به واحد من أبناء جلدتهم أبلغ في التحدي من أن يقال لهم ليأت بنحو ما أوتي به هذا آخر مثله ولأنه معجز في نفسه لا بالنسبة إليه لقوله تعالى * (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله) * ولأن رده إلى عبدنا يوهم إمكان صدوره ممن لم يكن على صفته ولا يلائمه قوله تعالى * (وادعوا شهداءكم من دون الله) * فإنه أمر بأن يستعينوا بكل من ينصرهم ويعينهم والشهداء جمع شهيد بمعنى الحاضر أو القائم بالشهادة أو الناصر أو الإمام وكأنه
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 236 237 238 ... » »»